اجمل خلفية علم لبنان اللهم اجعل هذا البلد آمناً - تصاميم اعلام الوطن العربي

اجمل خلفية علم لبنان اللهم اجعل هذا البلد آمناً - تصاميم اعلام الوطن العربي

علم لبنان

تحميل الصورة بجودة عالية

معلومات عن لبنان

لبنان أو الجمهوريّة اللبنانيّة هي دولة تقع في الشرق الأوسط في جنوب غرب القارة الآسيوية. يحدها سوريا من الشمال و من الشرق، وإسرائيل من الجنوب. تطل من جهة الغرب على البحر الأبيض المتوسط. يبلغ عدد سكان لبنان 3,506,000 نسمة. ويعيش في بيروت وحدها، حوالي ربع إجمالي السكان. وتمثل العرب، مسلمين ومسيحيين ، حوالي 93% من السكان.

أدت الخلافات السياسية بين أكبر الطوائف المسيحية (الموارنة) من جهة والمسلمين ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة ثانية إلى نشوب حرب أهلية اندلعت عام 1975م ودامت أكثر من سبعة عشر سنة. جلبت هذه الحرب الموت والدمار والأزمات الاقتصادية.

يعرف لبنان بأنه ملتقى لمختلف النزعات الدينية، والثقافية والسياسية، مما ساعد في انفتاحه على العالم الخارجي.

التسمية

"لبنان" لفظ مستمد من اللغات السامية القديمة، وقد بقي عبر العصور محافظا على أصله دون اختلاف يذكر. فقد ورد باسم "لبنانا" و "لبان" عند الأكاديين. و "لبلانا" و "لبلاني" و "نبلاني" و " لبنانو" عند الأشوريين والبابليين. و "رمنن" و "ربرن" في اللغات المصرية. و "لبنون" في الآرامية. وضبطه الفينيقيون والعبرانيون "لبنون" وعنهم اشتق اليونان والرومان الاسم "ليبانوس". اما العرب فقالوا "لبنان" بضم اللام وسكون الباء وفتح النون. والاسم مشتق من جذر ثلاثي مشترك بين جميع اللغات السامية هو "لبن" ومعناه "أبيض" وهناك ثلاثة تفسيرات تعلّل تسمية "لبنان": منذ العصور القديمة كان الاسم "لبنان" يستعمل للدلالة على الكتلة الجبلية الممتدة من النهر الكبير الجنوبي (نهر Eleutherus" نهر الحرية) في الشمال، حتى تخوم أرض الميعاد في الجنوب. هذه الكتلة الجبلية تتألف من فرعين متوازيين: السلسلة الغربية والسلسلة الشرقية، تجمع بينهما هضبة البقاع التي يبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 950 مترا.

ولم يفرق أنبياء العهد القديم بين هذين الفرعين التوأمين، فاطلقوا الاسم "لبنان" على كليهما. ففي نشيد الأناشيد (4:7) نقرأ: "عنقك كبرج من العاج وعيناك كبركتي حشبون عند باب الجماعة، وأنفك كبرج لبنان الناظر الى دمشق". "وبرج لبنان" في هذا النص هو "جبل حرمون" في السلسلة الشرقية من جبال لبنان الذي يطّل على دمشق. والمؤرخ اليهودي يوسيفوس، الذي دوّن في القرن الأول بعد الميلاد وكتب باليونانية، اشار الى جبل الشيخ وما يحيط بدمشق من جبال وتلال ودعاها باسم "لبنان". ثم انه يذكر "منابع نهر الاردن الذي يتدفق من جبل لبنان" وشعراء العرب يثبتون هذا القول ويلقبون نهر الأردن الذي ينبع من سفوح جبل الشيخ (حرمون): "ابن لبنان البكر".

أما اسقف صور، وليم الصوري (حوالي 1130 - 1186).الذي أرخ للحملات الصليبية فهو بدوره يذكر أن نهر الأردن له منبعين في سفح جبل لبنان، احدهما اسمه "يور" أو "Jor" والآخر "دان" أو "Dain" ومن هذين الاسمين اشتق نهر الأردن "Jor-Dain" وبذلك يؤكد المؤرخ على ان اسم لبنان شمل السلسلة الشرقية أو جبل الشيخ (حرمون) بالإضافة الى السلسلة الغربية. لكن هناك من كتبة اليونان، من خصوا لبنان الغربي بالاسم "لبنان" وميزوه بالتسمية عن لبنان الشرقي الذي دعوه "لبنان القائم بازاء لبنان"= "Anti-Lebanos" والمعروف قديما ب "سيريون".

يقول العالم De Vaumas: "من طوروس وأرمينيا الى سيناء واليمن والحبشة، من كريت حتى زغروس، يملك لبنان كسيد لا على صحاري سوريا والمتوسط الشاسعة فحسب بل على الجبال التي تحدّها وتفصل بينها أيضا". وهو يؤكد بذلك أن "لبنان الجبل" هو عملاق جبال المتوسط الشرقي وهو في الوقت ذاته "الجبل الأبيض" للشرق الأدنى.

وتعود تسمية لبنان ب "الجبل الأبيض" لسببين : اما لبياض ثلوجه التي تكسو قممه في أكثر فصول السنة واما لطبيعة صخوره الكلسية البيضاء. فالعلاّمة روبنسون E. Robinson يتبنى التفسير الثاني: قرب البحر... كل هذا الجانب من الجبل يبدو مكّونا من كتل ضخمة من الصخور البيضاء العارية. ان ظاهرة بياض صخور الجبل هذه، عندما ينعكس نور الشمس عليها، توضح بشكل كاف التسمية القديمة للبنان : " الجبل الأبيض". لكن الأب F-M. Abel يردّ هذا التفسير ويرجع بياض لبنان الى ثلوجه فيقول " من الأفضل التسليم بأن هذا البياض هو بسبب الثلوج التي تدوم على القمم قسما من السنة ".

ويسهب الأب مارتن اليسوعي في التفسير فيقول: لا ريب في أن أعظم شيء أثر التأثير البالغ في من سكنوا لبنان أولا، انما هو تكلل هامته بثلج دائم، يشتعل بياضا فوق أعلى رؤوسه، على رغم ما للشمس من الحرارة في مثل العرض الذي هو فيه. فأوجب عليهم المنظر المذكور بالطبع أن يسموه باسم مشتق من بياض اكليله، فأطلقوا عليه اسم لبنان لأن معناه البياض"

ونجد في "معجم التوراة" تفسيرا آخرا يشابه نظرية الأب مارتن : " يكفي أن يظل لبنان مكللا بالثلج وقتا طويلا من السنة حتى تلفت هذه الظاهرة نظر الشرقيين، فتعطي للبنان هذه التسمية" ويؤكد ارميا على وجود الثلج في لبنان : " هل يخلو صخر الصحراء من ثلج لبنان". وفي شرحه لمؤلف النبي ارميا يثبت القديس ايرونيموس هذا التفسير بقوله : "ان لبنان معناه البياض". كما أن بعض الجغرافيين والشعراء المسلمين سمّوا جبل الحرمون "جبل الثلج" " وطور ثلجه" و " بوفضة" (نسبة للونه الفضي).

وهناك غيرهم ممن يذكرون اللون الفضي لجبال لبنان المكللة بالثلج : " ان سلسلة قمم لبنان تبدو من جهة البحر زرقاء في الصيف فضيّة مثلجة في الشتاء والربيع وذات منظر اخّاذ". "وجبل القوقاز" يعني أيضا "الجبل الأبيض" للسبب عينه. وكلمة "هملايا" تعني في السنسكريتية "موطن الثلج". وفي جزيرة كريت بعض قمم جبال Idea تسمى Leuca أي "البيضاء" بسبب الثلوج التي تغمرها.

لاسم لبنان معنى آخر يرجعه البعض الى شجرة عطرية مشهورة هي شجرة "اللبان" أو "اللبنى". و "اللبان" يعني في العربية "البخور". اما أوصاف هذه الشجرة فهي ان اوراقها كثيفة خضراء ولها زهر أبيض يشبه زهر الليمون واذا شقت قشرتها قطر منها صمغ بلسمي طيب الرائحة كالبخور، وكان القدماء يستعملون هذا الصمغ مكان البخور اذا لم يجدوا بخورا.

كانت شجرة "اللبان" أو "اللبنى" التي سمّاها اليونان "Styrax"، تكثر في لبنان حسب قول عالم الطبيعيات الروماني بلين Pline (القرن الأول ميلادي): فينيقيا كانت تنتج "اللبنى أو Styrax Officinale التي يستعملها الأطباء وخاصة العطّارين" يقول الأب مارتن في " تاريخ لبنان" ان الكلمة اليونانية "Styrax" تشير على الأرجح الى عشتروت، ربّة لبنان، اذ ان هذه الشجرة مكرسة لها. والبخور يسمّى في اليونانية "ليبانوس" (Libanos) كذلك كلمة "ليبانومنسي "Libanomancie" تعني " تبخير العبادة".

(Divinisation par l ensens). وفقد شجر"اللبنى أو "Syrax" شهرته وخصوصا تسميته، التي كانت تربطه بموطنه الأول لبنان، منذ أن نقل الى مواطن أخرى كايطاليا وفرنسا حيث أصبح يسمّى (Aliboufier) . وفي نظرية التكوين الفينيقية للمؤرخ البيروتي سنخوني أتن، يظهر أن الأخوة العمالقة المدعوّين " لبنان" و " انتيلبنان" و" كاسيوس" و " براثي" كانوا أول من ابتدع ذبائح البخور على شرف الآلهة. ويقول العالم Gruppe استنادا الى المعطيات السابقة ان اسمي " لبنان" و " انتيلبنان" يدلاّن على أنواع من الرحيق.

انطلاقا من هذه النظرية الأخيرة، يبدو أنه من الأصح القول، ان اسم شجرة " اللبنى" هو المشتق من اسم "لبنان" وليس العكس. فالبياض الذي هو الفكرة الأساسية في الجذر "لبن" والذي نجده في لون زهرة "اللبنى" لا يقدم دليلا كافيا لتسمية هذه الشجرة بلون زهرها الأبيض، فلا بد من أن يكون بياضها قد نسب الى بياض لبنان موطنها الأصلي ذي القمم العالية البيضاء، فنسبت اليه وتسمّت باسمه من باب تسمية الجزء باسم الكل. فلبنان قد اشتهر في العصور القديمة بغاباته الكثيفة النضرة التي كانت تعبق بأريج أشجارها وخاصة شجر الأرز العطر الذكي، الذي جعل من لبنان "جبل الطيوب" كما يسميه ديودورس الصقلي. وكان الاقدمون يحرقون خشب الأرز لتعطير الذبيحة. يقول شاعر الأوذيس' هوميروس واصفا كهف الحورية كاليبسو: " نار كبيرة كانت تتوهج فوق الموقد. في البعيد كانت تفوح رائحة الأرز وهو يخترق فتعطر الجزيرة كلها". أما فيرجيل فيذكر في الأنياذة: " وسيرسي Circe أيضا ابنة الشمس المترفة، كانت توقد في قصرها الفخم الأرز العطري لكي تنشر نورا دجويا". أما "الكتاب المقدس" قيتكلم بدوره عن الروائح التي تنبعث من غابات لبنان. فيقول العروس لعروسه في نشيد الأناشيد:" عرف أدهانك فوق جميع الأطايب! شفتاك تقطران شهدا ايتها العروس وتحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان". ويذكر النبي هوشع أيضا عطر لبنان : "تنتشر فروعه ويكون بهاؤه كالزيتون ورائحته كلبنان"


ورد في كوسموغونية المؤرخ البيروتي سنخوني اتن الذي عاش في النصف الأول من القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكتب " تاريخ فينيقيا" أنه :" من جيوش ابن أيون وبرتوغون ولد أبناء آخرون فانون وقد دعوا : فوس (Phos) و بير (Pyr) وفلوكس (phlox) (النور والنار واللهب). وهؤلاء هم الذين ابتكروا النار بحك قطع من الخشب الواحدة على الأخرى وعلّموا الآخرين هذه الطريقة وكان لهم أبناء ذوو عظمة وسيادة بارزة وقد أعطوا أسماءهم للجبال التي كانوا حكّاما لها. ومنهم جاءت أسماء " كاسيوس" و " لبنان"" و " انتيلبنان" و " براثي".

يبدو من هذا النص أن جبالنا كانت تحمل منذ أزمنة سحيقة اسم حاكم " ذي عظمة وسيادة بارزة" هو " لبنان". ولا بد من التذكير بأن الفينيقيين كانوا يكرمون أبطالهم وبعد موتهم يتم تقديسهم وتخليد ذكرهم بالتأليه واطلاق اسمائهم على بعض الأماكن وخصوصا على الجبال والأنهر. فعادة تكريم الجبال والمرتفعات كانت شائعة عند الكنعانيين - الفينيقيين. وكانوا يقيمون مزاراتهم ومعابدهم على رؤوس الجبال التي اتخذت اسم " طور" أي " الثور" وهو مرادف لاسم الاله " ايل" الفينيقي : " ثم رفع صوته الاله ثور - ايل، أبوه، وأجاب: اسرع وارفع هيكلا من ذهب في وسط أعالي جبل صافون..."

ويذكر أنبياء العهد القديم الأماكن المرتفعة في بلاد كنعان حيث تقدم الذبائح ويسكن الالهة: " قد قلت في قلبك اني أصعد الى السماء. ارفع عرشي فوق كواكب الله واجلس على جبل الجماعة في أقاصي الشمال". وتكاد لا تخلو قمة جبل من جبال لبنان في أيامنا الحاضرة من مذبح أو هيكل فينيقي قديم.

وإذا افترضنا أن النصوص الدينية الفينيقية ليست الا مجرد أساطير وحكايات فان هذه الحكايات كانت " الممثل الوحيد لحالة العصور الأولى التي عقبت نسيان التقاليد الحقيقية. هذا فضلا عن انها كانت مقبولة في القديم ومعتبرة في كل مكان نظير تاريخ غير مشكوك في صحته بل كانت التاريخ الوحيد الذي كان يعتقده الفينيقيون والآراميون. ومن هذا الوجه تكون الحكايات صورة مشخصة بكل امانة لحالة العقول في لبنان في تلك المدد المتطاولة". ولا بد من أن تنطوي الأسطورة على بعض الحقائق التاريخية وعلى المؤرخ والباحث أن يستشف من خلال رموزها، الحقيقة الواقعية استنادا الى المعطيات المادية الملموسة والبحث العلمي الموضوعي، وأسلوب المقارنة. وفي هذا المجال، تجدر الاشارة الى أن " لبنان" ذكر في عدة مراجع تاريخية على أنه " مقام الآلهة" و " الأرض الالهية" و " جبل الله"... ففي " ملحمة جلجامش" السومرية ( منتصف الألف الثالث ق.م.) وفي القسم الذي يروي رحلة البطلين " جلجامش" و " انكيدو" الى "جبل لبنان" كي يجلبوا خشب الأرز الثمين، يصف الشاعر الملحمي السومري " جبل الأرز" فيقول: - رأوا جبل الأرز" مقام الآلهة، قاعدة أرنيني ( أي عشتروت): أمام الجبل ذاته، يحمل الأرز انتاجه الوفير ظله لطيف، مفعم بالعطر..." ونقرأ في أحد النصوص المصرية التي يعود تاريخها الى الأسرة الفرعونية السادسة، أي الى منتصف الألف الثالث ق.م. ما يأتي: " يجلبون لي أجود منتوجات "نغاو" من الشربين والعرعر وخشب المر... أجمل أشجار الأرض الالهية.

وبلاد "نغاو" هي منطقة نهر ابراهيم، أو نهر أدونيس، قرب مدينة جبيل، استنادا الى دراسة للعلامة بيار مونتي. وعلى نصاب " نباتا" الذي أقامه الفرعون المصري تحوطمس الثالث (حوالي 1475 ق.م.) في جبل بركال، يذكر الفرعون: " في سبيل الوصول الى ثغور آسيا والتغلب على ملك ميتاني بنيت مراكب كثيرة من خشب الأرز من " أرض الله" في جوار سيدة جبيل"

وفي النصوص الأوغاريتية (رأس شمرا) يحمل لبنان اسم " أرض ايل" و " جبل ايل": " انكم تتجهون الى مجلس الجماعة قي " جبل ايل" وعند قدميه تسقطون (علىوجوهكم) وتسجدون لمجلس الجماعة المنعقد..." أما الاغريق فقد وصفوا فينيقيا " بالمقدسة" وبأنها " شاطىء الآلهة".

ويقول فيكتور برار: : كان القدامسة مؤهلين كليا للابقاء على نمط منتوجات : النسل الالهي" كانوا يؤكدون انتماؤهم اليه: أو لا يزالون يستعملون " لغة الآلهة" كما يقول شاعر الأوذيسة؟ بالتأكيد كانوا يتثقفون بالكتابات الفينيقية أو يستمتعون بمطالعتها".

وتأتي شهادة الكتاب المقدّس لتؤكد أن لبنان هو " جبل الله المقدس" حيث نقرأ في سفر حزقيال: " يا ابن البشر أشد برثاء على ملك صور وقل له هكذا قال السيد الرب: أنت خاتم الجمال ممتلىء حكمة وكامل بهجة. كنت في عدن جنّة الله... أنا أقمتك وقد كنت في جبل الله المقدس ...".


وفي الاسلام، شهادة تكريم واكبار للبنان كما في هذه المتفرقات:


فقد جاء في الحديث الشريف أن النبي محمد قال: " ثلاثة جبال من جبال الجنة". قيل: " يا رسول الله، فما الأجبل؟" قال: " جبل أحد، يحبنا ونحبه، والطور من جبال الجنة، ولبنان من جبال الجنة". " بل لو ذكرت لنا أسماء الجبال السبعة التي تحمل العرش يوم القيامة الى جانب الجبل اللبناني"، وقد قال كعب الأحبار: " جبل لبنان أحد الأجبل الثمانية التي تحمل العرش يوم القيامة" وأمسك عن ذكر السبعة الأخرى.

" بل لو ذكرت لنا من أي مقاطع الحجارة في لبنان اتخذ آدم للبيت اذ أوحى اليه الله أن يبنيه له في حرم بجبال العرش وأن يحفّ به"، وقد نقل الطبري في رواية يرفعها الى ابن عباس أن آدم بنى البيت (الكعبة) من خمسة أجبل: طور سيناء، وطور زيتا، ولبنان والجودي، وبنى قواعده من حرّاء.

" بل لو ذكرت لنا أين تبلغ في المدّ، نظرة سيدنا إبراهيم، وهي التي عليها رواية الكلبيّ في قوله: " صعد إبراهيم، عليه السلام، جبل لبنان، فقيل له، "أنظر، فما أدرك بصرك فهو مقدس". " بل لو ذكرت لنا من الخواص، في لبنان، قد رأى من جماعة سيدنا يونس أحدا، وهم الذين قال فيهم المنينيّ : انهم انفردوا للعبادة في " لبنان المقدس" حتى يأتي وعد الله".

أما المسيحية فقد رددت هذه الأقوال في صلوات الكتاب المقدّس، حتى أن الكنيسة تنشد دوما، يوم الجمعة العظيمة في الطقوس اللاتينية : " سيأتي الله من لبنان" ، "Deus a Libano Veniet". وقد تكون النصوص والأقوال هي التي أوحت الى المفكر والشاعر اللبناني سعيد عقل تفسيرا آخر لاسم لبنان ورد في كتابه " لبنان ان حكي" حيث يقول ان " لبنان" = " لب - انان" أي " قلب الله".

التاريخ

تاريخ لبنان قديم قدم البشرية ومثل كل بلاد الشرق الأوسط، ذكر لبنان في أقدم الاثار المكتشفة في المنطقة. كما أعطى موقعه الجغرافي، بإعتباره مفترق طرق تربط ما بين دول آسيا والبحر الأبيض المتوسط، طابع ثقافي وحضاري متنوع.

ومر لبنان بفترات تاريخية مختلفة، حيث تعقاب عليه العديد من الحكام، مثل الأشوريون، البابليون، الأرمن، الفرس، اليونان، العرب، العثمانيون، والفرنسيون. وعلى الرغم من تعرض لبنان لمختلف الغزاة، فكثيرا ما يفخر اللبنانيون بثوراتهم ضد الحكام المستبدين وقوى الاستعمار. وبالإضافة إلى ذلك، والرغم من السيطرة الأجنبية التي تعرض لها لبنان، فإن التضاريس الجبلية التي يتمتع بها وفرت له قدر من العزلة الوقائية، مكنته من البقاء على هويته المميزة.

التاريخ القديم

هناك أثار تدل أن مناطق غربي آسيا ومنها لبنان كانت مستوطنة منذ العصر النياندرتالي. الا أنه لايوجد الكثير من الدراسات عن الإنسان الأول الذي عاش في سواحل الشرقية للبحر المتوسط الا البقايا العظمية والادوات الحجرية التي دلت أنه سكن الكهوف. ودلت هذه الأثار أن هذا الإنسان كان أقرب إلى الغوريللا، قصير القامة وبديت الجسم، ثخين العظم مقوص الظهر، قصير الأصابع وغليظها. كان يعيش في الكهوف في جماعات قليلة وكان يأكل النياتات ولحم الحيوان. وتدل الأثار أنه عاش منذ 180,000 عاما.

الا أن ذكرَ تاريخ لبنان المدون فيعود إلى 5000 سنة. فقد ذِكر اسم لبنان بشكل مؤرَخ يعود لأثار من 3000 سنة قبل المسيح. وكان سكان هذا الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من الكنعانيين الساميين من صلب سام بن نوح. دعا الإغريق سكان هذه المناطق بالفوينيكوس (phoinikies) والتي تعني البنفسجيين و ذلك نسبة للون البنفسجي الذي طغى على ألبستهم وللصباغ الأرجواني الذي اشتهروا به. وهكذا عرفوا بالفينيقيون في الأثار القديمة. كما سمي أهل مناطق البقاع بالأمورو نسبة إلى الشعوب الأمورية التي أتت من جزيرة العرب واستوطنت بادية الشامخلال الفترة الفينيقية، كانت شعوب غربي آسيا مؤلفة من ممالك مستقلة كل في مدينة ساحلية. وكانت تشتهر كل مدينة بحسب صنعة أبناءها. فمدينتي صيدا وصور اشتهرتا بتجارتيهما البحرية. أما مدينة جبلا التي اشتهرت ببييلوس (واليوم تعرف بمدينة جبيل) فاشتهرت بمراكزها الدينية وتجارتها مع مصر الفرعونية ما بين 2686ق.م و 2181 ق.م بحيث صدّرت خشب شجر الأرز وزيت الزيتون والنبيذ واستوردت الذهب من وادي النيل. واشتهرت مدينة بيريتوس (الاسم ألإغريقي لبيروت) بتجارتها ومراكز العبادة.

تعليقات

نموذج الاتصال

إرسال